في ظلّ الأزمة… مهندس لبناني يجد حلاً صديقاً للبيئة لأغطية الريغارات المسروقة

بمبادرة من المهندس البيئي اللبناني زياد أبي شاكر، يجري حالياً استبدال أغطية شبكة الصرف الصحي المسروقة في مختلف أنحاء لبنان، بأغطية من البلاستيك المقوى، المُعاد تدويره، وذلك من أجل إغلاق الفتحات التي قد تتسبب في حوادث للمركبات والمارة.
فقد أدى انهيار الاقتصاد في لبنان إلى حدوث تحول في عمليات السرقة بما في ذلك سرقة أغطية المجاري، حيث يبيع اللصوص الغطاء الواحد المصنوع من الزهر مقابل 100 دولار، ولوحظ اختفاء أغطية المجاري في مناطق من كل أنحاء لبنان، الأمر الذي تسبب في حوادث سير في بعض الأحيان.
يقول أبي شاكر الذي أخذ على عاتقه استبدال تلك الأغطية بأغطية أرخص لن يفكر اللصوص في سرقتها كما أن فيها فائدة للبيئة، لوكالة “رويترز” “الأغطية سرقت بسبب قيمتها الماليّة العاليّة في سوق الخردة، وما نفعله اليوم هو استبدالها بأغطية بلاستيك زهيدة الثمن، بنفس التصاميم والمقاسات، ونقوم بتقويتها”.
وفي مصنع بجبل لبنان، يستخدم أبي شاكر وفريق من العمال النفايات البلاستيكية الخاصة بمواد بلاستيكية تُستخدم لمرة واحدة فقط، ليتم طحنها وإعادة تشكيلها ووضعها معا في أغطية المجارير.
ويرى أبي شاكر أن الأزمة المالية في لبنان، وهي الأسوأ في البلاد منذ عقود، ستجبر الناس على التحول للحلول الصديقة للبيئة وشراء الأرخص، نظرا لعجزهم عن شراء أشياء جديدة.

يقول “الناس لن يتوجهوا إلى المواد صديقة البيئة فحسب، بل في ظل هذه الأزمة الخانقة، سيتوجّهون نحو السلع الرخيصة والمعادة تدويرها، وعلى الأمور المستعملة، لم يعد بمقدورنا شراء الجديد”.

ويتابع “كان ثمّة محفّزات للتوجّه نحو المواد الصديقة للبيئة، اليوم الأزمة أرغمت الناس على أن يصبحوا أصدقاء للبيئة”.
ويرى أبي شاكر أن ما بين ألف و 1200 من أغطية المجاري سُرقت في لبنان. ويوضح أنه يواجه مصاعب في عملية تصنيع الأغطية البلاستيكية البديلة السرعة وعدم توفر تمويل.

يقول “الصعوبات هي في سرعة إنتاجها لأن العملية جاءت بطريقة مفاجئة، سرقوا كل الأغطية، واليوم لدينا مشكلة تمويل لهذه الصناعة، وكل ما نفعله هو تمويل خاص منّا نحن، وحالياً نحاول أن نقوم بإنشاء صفحة على الأنترنت لطلب التمويل لمن يريد أن يساعد، لنتمكّن من تأمين 1200 غطاء مسروقاً في كل البلد”.
وعلى الرغم من ذلك يؤكد المهندس البيئي أنه وفريقه سيستمرون في إنتاج تلك الأغطية البديلة في ظل كل الظروف.
يذكر أنّ هذه ليست أول مبادرة بيئية يدشنها أبي شاكر لحل مشكلات بيئية يعاني منها لبنان. فبعد انفجار مرفأ بيروت العام الماضي بدأ في نقل الزجاج المهشم بأنحاء بيروت وتحويله إلى أباريق وقوارير وآنية زجاجية أخرى.